كلماتنا أجنحة

من خلال مبادرتنا "كلماتنا أجنحة"، كانت فعالية "برج البلالين" الأكثر تأثيرًا، حيث جمعت بين المرح والتحدي لتعليم الأطفال مهارات التعاون والتواصل الفعّال والالتزام الجماعي. هذا النشاط شجع الطلبة على العمل بروح الفريق، الاستماع لبعضهم البعض، وتقدير مساهمات الجميع، مما ساعدهم على تطوير مهارات التعلم العاطفي الاجتماعي الأساسية مثل تنظيم الانفعالات، بناء الثقة، وحل النزاعات بطريقة إيجابية، ليصبحوا أكثر توازناً وانسجامًا داخل الصف وخارجه.

رفض بعض الأطفال المشاركة: واجهنا مقاومة من بعض الطلبة المستهدفين الذين لم يكونوا مستعدين في البداية للانخراط في أنشطة التعلم العاطفي الاجتماعي، مما تطلب جهودًا إضافية لكسب ثقتهم وتحفيزهم.

قلة الوعي المسبق بالمهارات العاطفية: كان من الصعب أحيانًا على بعض الطلبة فهم أهمية مهارات التعلم العاطفي الاجتماعي، مما استدعى تبسيط المفاهيم واستخدام أنشطة تفاعلية لجذب انتباههم.

ضغط الوقت داخل الجدول الدراسي: ضيق الوقت المخصص للأنشطة الإضافية داخل اليوم الدراسي شكّل تحديًا في تنظيم اللقاءات وضمان استمراريتها دون التأثير على المقررات الأكاديمية.

تنوع الاحتياجات والسلوكيات: اختلاف مستويات النضج العاطفي والسلوكي بين الطلبة استدعى تكييف الأنشطة لتتناسب مع احتياجات كل مجموعة، مما زاد من تعقيد التنفيذ.

محدودية الدعم الأسري: بعض الأسر لم تكن متفاعلة بشكل كافٍ مع المبادرة، مما قلل من فرص تعزيز المهارات المستهدفة خارج المدرسة وأثر على استمرارية التغيير.

الطالبة في الصف الرابع، تبلغ من العمر 9 سنوات، كانت تُظهر سلوكيات مسيطرة داخل الصف، تسعى لجذب الانتباه وفرض رأيها على زميلاتها، وترفض المشاركة في الأنشطة الجماعية ما لم تكن القائدة. هذه السلوكيات تسببت في توتر علاقاتها داخل البيئة الصفية وأثرت على ديناميكيتها.
كانت الطالبة تعاني من صعوبات في إدارة مشاعرها وضبط انفعالاتها، مما دفعها إلى السلوك المسيطر والبحث المستمر عن السيطرة والفت الانتباه. كما واجهت تحديات في بناء علاقات إيجابية مع زميلاتها بسبب ضعف مهارات التعاون والتواصل الفعّال، إضافة إلى صعوبة تقبل آراء الآخرين والعمل ضمن فريق. هذه التحديات أثرت سلباً على تفاعلها الاجتماعي داخل الصف وعلى بيئة التعلم ككل.
تم تطبيق جميع انشطة المبادرة مع الحالة ولكن النشاط الاكثر تأثيرا كان نشاط برج البلالين الذي تطلب العمل الجماعي والتعاون لبناء أطول برج باستخدام البالونات في وقت محدد. هذا النشاط عزز مهارات التعاون والاستماع والالتزام داخل المجموعة، مما ساعد الطالبة على تغيير سلوكها من السيطرة إلى المشاركة الفعّالة والعمل الجماعي. خاصة ان مجموعتها هي المجموعة التي فازت في هذا النشاط بفضل تعاون افرادها.
أثرت المبادرة بشكل إيجابي شامل على الطالبة؛ فتم تحسن ملحوظ في أدائها الأكاديمي نتيجة زيادة تركيزها وانضباطها داخل الصف. نفسياً، ازدادت ثقتها بنفسها وشعورها بالأمان العاطفي، مما ساعدها على التحكم في انفعالاتها. سلوكياً، أصبحت أكثر هدوءاً وتعاوناً، مع تراجع واضح في رغبتها في السيطرة والهيمنة. اجتماعياً، تحسنت علاقاتها بزميلاتها بشكل كبير، حيث تعلمت كيف تبني علاقات قائمة على الاحترام والتفاهم والعمل الجماعي.
لمتابعة تقدم الطالبة بشكل مستدام، سيتم التواصل الدوري بين المدرسة والأسرة من خلال اجتماعات منتظمة لمناقشة تطورات سلوكها وأدائها الأكاديمي. كما سيواصل الفريق التربوي تقديم الدعم والملاحظات داخل الصف، مع تشجيع الأهل على تعزيز المهارات الاجتماعية والعاطفية في البيت، لضمان استمرارية التغيير الإيجابي وتعزيز نموها الشامل.