عينٌ ترعى

فعالية الساعة اليومية مع الأطفال في الحصة، وزّعت على كل طفل ورقة على شكل ساعة مقسمة إلى 24 جزءًا، وطلبت منهم تلوين كل جزء حسب أنشطتهم اليومية مثل النوم، اللعب، الدراسة، وقت العائلة، وغيرها. بعد الانتهاء، شارك الأطفال ما رسموه عن يومهم، وتحدثوا عن أولوياتهم وكيف يقضون وقتهم. هذا النشاط ساعد الأطفال على الوعي بكيفية تنظيم يومهم وإدراك أهمية توزيع الوقت بشكل متوازن. فعالية صندوق المشاعر ولماذا اخترتها وتأثيرها بعد نشاط الساعة، طلبت من كل طفل أن يعبر عن شعوره المرتبط بنشاط من يومه، سواء بالكتابة أو الرسم، ووضع البطاقة في صندوق المشاعر. ناقشنا معًا بعض المشاعر، مما ساعد الأطفال على التعبير عن أنفسهم وفهم مشاعر الآخرين. اخترت هذه الفعالية لأنها تساعد الأطفال على التعرف على مشاعرهم بطريقة آمنة، ولاحظت أن الفعالية عززت التواصل بين الطلاب وخلقت بيئة صفية داعمة ومليئة بالتعاطف.

تنوع وخطورة الحالات النفسية لدى الطلاب وجود طلاب لديهم تجارب صادمة أو احتياجات عاطفية معقدة يتطلب دعمًا متخصصًا لا يتوفر دائمًا في المدرسة، ما يصعّب دمجهم الكامل في الأنشطة الجماعية.

قلة الموارد والأدوات المخصصة عدم توفر أدوات مناسبة كالبطاقات، الزوايا المخصصة، أو مواد بصرية، يقلل من فاعلية الأنشطة ويجعل تنفيذها تحديًا أكبر.

ازدحام الجدول الدراسي وضغط المناهج وجود جدول دراسي مزدحم يمنع تخصيص وقت كافٍ لتنفيذ أنشطة التعلم العاطفي والاجتماعي بشكل منتظم، خاصة في المدارس التي تركز على التحصيل والاختبارات.

ضيق المساحة وضعف البنية التحتية تعاني بعض المدارس من ضيق في المساحات وقاعات غير مهيأة، مما يحدّ من إمكانية تنفيذ أنشطة جماعية آمنة ومريحة تعزز من التعلم العاطفي والاجتماعي.

قلة المتابعة والتقييم المستمر للأنشطة في كثير من الأحيان، يتم تنفيذ أنشطة التعلم العاطفي الاجتماعي دون وجود آليات لقياس أثرها على سلوك الطلاب وتطورهم، مما يجعل من الصعب معرفة مدى فعاليتها أو تطويرها بناءً على نتائج ملموسة.

الطالب (ع . ج) هو أحد طلاب الصف الثالث الأساسي، وُلد في الشهر السادس من الحمل، مما أثر على نموه اللغوي والمعرفي. يسكن في البلدة القديمة، في منطقة حساسة أمنيًا واجتماعيًا، مما يزيد من الضغوط المحيطة به. لاحظ المعلمون تأخرًا واضحًا لديه في التعلم والنطق، كما يعاني من ضعف في التفاعل داخل الصف، وقلة الثقة بالنفس، وهو بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي وتربوي منتظم لتعزيز قدراته الأكاديمية وتطوره اللغوي والشخصي.
واجه الطالب صعوبات متعددة في مجالات العاطفة والتفاعل الاجتماعي؛ إذ كان يتجنب الحديث أمام زملائه، ويشعر بالخجل الشديد، ويُظهر سلوكيات انعزالية. تأثر نفسيًا بسبب ضعف تواصله اللغوي، مما زاد من شعوره بالإحباط، وأدى ذلك إلى تراجع دافعيته للتعلم. كما لاحظنا أنه يتجنب الأنشطة الجماعية ويخشى من ارتكاب الأخطاء، مما حدّ من مشاركته داخل البيئة الصفية.
تم إعداد خطة دعم فردية شاملة، شملت ما يلي: جلسات فردية لتحفيزه على التحدث والتعبير باستخدام أسلوب سرد القصص المصورة والألعاب اللغوية. دمجه تدريجيًا في مجموعات صغيرة لتعزيز شعوره بالأمان والانتماء. استخدام بطاقات الصور والكلمات لتحسين النطق والمفردات. تخصيص وقت أسبوعي للعب التخيلي والدعم العاطفي بإشراف المرشدة التربوية. التشجيع المستمر والثناء على كل تقدم بسيط لإعادة بناء ثقته بنفسه. تواصل منتظم مع الأهل لتقديم إرشادات داعمة في المنزل.
أظهرت المبادرة نتائج ملحوظة على الطالب خلال الفصل الدراسي؛ فقد تحسن تواصله اللغوي تدريجيًا، وأصبح يُبادر بالمشاركة داخل الصف. ازداد تركيزه وثقته بنفسه، وبدأ يظهر حماسًا أكبر للأنشطة الصفية. سلوكيًا، قلّ التوتر والانطواء، وبدأ في تكوين صداقات مع أقرانه. أكاديميًا، لاحظنا تحسنًا في القراءة والتعبير الكتابي، مع بداية تشكيل الجمل القصيرة وتوسيع مخزونه اللغوي.
سيتم الاستمرار في متابعة الطالب أكاديميًا ونفسيًا خلال العام الدراسي القادم، بالتعاون مع المرشدة التربوية. كما ستُجرى لقاءات دورية مع ولي أمره لتقديم التغذية الراجعة والدعم الأسري المطلوب. سيتم أيضًا تقييم تطوره كل فصل لضمان استمرار التحسن، وتقديم تدخلات مناسبة في حال ظهور أي تحديات جديدة. الهدف هو تأمين بيئة تعليمية آمنة ومحفّزة تساعده على مواصلة تقدمه بثقة وثبات.